كم ضيقة مساحة الكلمات لو تكلمنا عن عطاءٍ بلا حدود , عن ناس دوماً في حياتنا وأعيننا عظماء, لا الغربة إجلالاً وإحتراماً لأمي, وأهدي كلماتي هذه الى والدتي الطيبه, راجياً من الله أن أكون اوفيتها توفيهم حقهم الكلمات لو كتبنا لهم طوال العام, هؤلاء الناس هم أباؤنا, إنني أحنى قلمي من رصيف حقها
*****************************
كتبت إليك يا أمي
من هنا...
من مدينة للحزن
من مقبرة أحلامي
أناجيك ...
أحدّثك....
عن حزني و آلامي
كيف تكسرت أشرعتي
و سقطت هنا راياتي
و بكت عليّ أقلامي
لا تسليني يا أمي ماذا جرى
فقد تاهت في الزحام كلماتي
و فقدت صوتي في المدينة...
في أحضان حجارتها
أدخلتني المدن يا أمي في حربها
و ضاع مني سلامي
****
ماذا أحدثك عن المدينة يا أمي
المدينة ... حجارة حجارة
و الناس تماثيل قدّت من حجارة
أبحث في أحضان منازلها
عن ضوءٍ خافت يواسيني
أو حتى رمادٍ من منارة
فلا أجد سوى الصمت
يقتلني الصمت يا أمي
و يضع بيني و بين الحياة ستارة
****
عن ماذا أحدثك أيضاً ؟
عن نفسي ؟
فقدت في المدينة المستقبل
و تاه مني حاضري
و أنّت في داخلي
ذكريات أمسي
لكم يقتلني ذلك الماضي
يذبحني الماضي كل يومٍ ألف مرة
و يزغرد فوق جثماني
كأنه في عرسي
****
في المدينة
يذبحني صوت المشاعر
يقتلني هول المناظر
يسحقني يأسي الذي ..
في داخلي يرحل
و في أعماقي يسافر
في المدينة أبحث عن عينيكِ
و عن بقايا طيفك
فأجده كالطيور يهاجر
****
أنا يائس في المدينة يا أمي
وجعي يتفجر كالبركان
آلامي تعانقها الأحزان
لكن
في داخلي يحيا إنسان
أسامح من حولي جميعاً
حتى الحجارة أسامحها
إن هي لم تسمع صوتي
حتى المدينة أسامحها
إن هي أعلنت موتي
علمتني يا أمي الحب
و في داخلي صبر و حنان
علمني الله أن أغفر
حتى لو عشت الحرمان
في داخلي سماح يا أمي
لو فجرته ....
لتفجرت الأرض ينابيعاً
و لعاد إلى الحياة نوح
و لعاد إلى الأرض الطوفان
*****************************
[/size]